استراتيجيات بناء العلاقة الإيجابية مع الأبناء

تقرير تنفيذ لقاء – عن بعد
استراتيجيات بناء العلاقة الإيجابية مع الأبناء
المستضاف
أ. محمد الشهراني
تاريخ اللقاء
9- ذي القعدة -1446هــ
نبذة تعريفية
مستشار تربوي متخصص بمرحلة الطفولة
مدة اللقاء
60 دقيقة
عدد الحضور
25 مستفيد
وقت اللقاء
9:00 – 10:30 م
محاور اللقاء :
١. الاحترام أساس العلاقة التربوية
٢. التأمل في مدى احترامنا لأبنائنا
٣.أثر غياب الاحترام على سلوك الأبناء
٤.احترام النبي ﷺ للأطفال كمثال تربوي
٥. مظاهر عدم احترام الطفل
٦. مظاهر احترام الطفل
٧. التقييم الذاتي لاحترام الوالدين لأبنائهم
٨.أمثلة تطبيقية على احترام الاهتمامات والمشاعر
٩. أهمية تطابق الأقوال مع الأفعال
١٠. الوفاء بالوعود وأثره في نفسية الطفل
ملخص اللقاء :
المحور الأول : أهمية الاحترام في العلاقة التربوية
الاحترام ليس مجرد سلوك خارجي، بل هو حجر الأساس الذي تُبنى عليه العلاقة السليمة بين المربي والطفل. وهو يُقدَّم على الحب، لأن الحب بلا احترام قد يُفهم على أنه تملك أو تحكُّم، بينما الاحترام هو ما يفتح أبواب الثقة ويعزز من بناء جسور التواصل العميق. إن الطفل حين يشعر بأنه محترم، فإن مشاعره تُحتَرم، وكيانه يُعترف به، فينمو شعوره بالأمان النفسي والانتماء داخل محيطه الأسري.
المحور الثاني : سؤال تأملي للوالدين
قبل أن نطلب من أبنائنا الطاعة، أو نُشخص سلوكياتهم، من المهم أن نقف لحظة تأمل ونسأل أنفسنا بصدق:
هل نحترم أبناءنا فعلًا؟
- هل نحترم آراءهم حتى لو خالفت رأينا؟
- هل نحترم مشاعرهم، سواء حزنهم أو فرحهم، ونتعامل معها بجدية؟
- هل نعترف بقدراتهم ونراعي الفروق الفردية بينهم وبين إخوتهم أو أقرانهم؟
- هل نحترم لحظة تواصلهم معنا، فنتفرغ لهم وننصت بعيوننا قبل آذاننا؟
المحور الثالث : عواقب غياب الاحترام
حين يُنتزع الاحترام من العلاقة التربوية، تبدأ المشكلات في التفاقم بصمت. ومن أبرز العواقب:
- ظهور مشكلات سلوكية متكررة كرد فعل داخلي على الشعور بالإهمال أو القهر.
- ضعف العلاقة والتواصل حيث يشعر الطفل أنه غير مسموع أو مقدَّر، فيبدأ بالانسحاب أو التمرد.
- تكوّن شخصية مهزوزة أو عدوانية فاقدة للثقة بالنفس، لا تعرف كيف تعبّر عن نفسها إلا بالصراخ أو التجاهل.
المحور الرابع : القدوة النبوية في احترام الصغار
من أعظم النماذج التي يمكن أن يقتدي بها المربون هو النبي محمد ﷺ الذي جسّد الاحترام الكامل للأطفال في مواقف يومية بسيطة لكنها عظيمة في معناها:
- قصة الغلام مع النبي ﷺ عند شرب الماء لم يتجاوز النبي هذا الغلام ليعطي الإناء للأكبر سنًا، بل استأذنه بكل أدب، احترم حقه ومكانه رغم صغر سنه.
- قصة أبي عمير والطائر الصغير: خاطبه بلقب محبب، وشاركه حزنه على طيره، وسأله بمودة: “يا أبا عمير ما فعل النغير؟” وهو نموذج حي لاحترام المشاعر واهتمامات الطفل، مهما بدت بسيطة في نظر الكبار.
المحور الخامس : مظاهر عدم احترام الطفل
قد نقع في ممارسات يومية تجرح احترام الطفل دون أن نشعر، منها:
- التهكم والسخرية من شكله أو صوته أو اهتماماته.
- المقارنات التي تُشعره بالنقص وعدم التقدير.
- التجاهل أو الانشغال عنه وقت الحديث معه.
- الألقاب الجارحة مثل “يا غبي” أو “كسول”، وغيرها من الأوصاف المؤذية.
- عدم الوفاء بالوعود مما يولّد شعورًا بالخذلان.
- التناقض بين الأقوال والأفعال كأن نطلب منه الصدق ونحن نكذب.
- التعدي بالضرب أو الإهانة اللفظية
- الحماية أو الدلال الزائد مما يسلبه الشعور بالاستقلال والاحترام لذاته.
المحور السادس : مظاهر احترام الطفل
- الاحترام يظهر في تفاصيل الحياة اليومية، ومن أبرز مظاهره:
- الاعتراف بمشاعره واحترامها ، سواء كان غاضبًا أو فرحًا، والحوار معه دون تقليل أو تجهيل.
- الاعتذار عند الخطأ وعدم التكبر على ذلك.
- الوفاء بالوعد أو توضيح سبب عدم الوفاء به والاعتذار عنه
- الحرص على تطابق الأقوال مع الأفعال ليكون المربي قدوة حقيقية.
- مشاركة اهتماماته وإن بدت سطحية، لأنها عوالمه الصغيرة التي يحب أن يراك فيها.
- الإنصات الجاد لكلامه دون مقاطعة أو استعجال
- الثناء على محاولاته حتى لو لم ينجح، لأنه بذلك يتعلّم من تجربته بثقة.
المحور السابع : التقييم الذاتي للوالد أو المربي
قدم الأستاذ محمد الشهراني مجموعة من الأسئلة التي تساعدك في تقييم علاقتك بطفلك من زاوية الاحترام، مثل:
- هل تسخر من تصرفاته أو تستعملها كمادة للضحك أمام الآخرين؟
- هل تعده بأشياء ثم تتراجع دون تفسير؟
- هل تستمع له بجدية وقت الحديث؟
- هل تعترف بمشاعره؟
- هل تتناقض أقوالك مع أفعالك؟
جاوب بصدق، ولا أحد يطّلع على الإجابة سواك.
المحور الثامن : أمثلة تطبيقية عملية
- شارك ابنك اهتماماته، حتى لو لم تكن تهمك، كأن تتحدث معه عن فريقه الرياضي المفضل أو لعبته التي يحبها.
- خصص وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا للحديث معه، يكون فيه جوالك بعيدًا وذهنك حاضرًا.
- علّمه بعد انتهاء الموقف، لا أثناء الغضب أو الضحك، فالمشاعر في وقتها ليست وقتًا مناسبًا للتقويم.
- احكِ له قصصًا ومواقفًا تساعده على فهم مشاعره وتنظيمها دون توبيخ أو إهانة.