• مقدمة النقاش:

يُعَدُّ الحزم في تربية الطفل من الأسس المهمة التي تساهم في بناء شخصيته وتوجيه سلوكه بشكل إيجابي ، ويساعد الحزم في وضع قواعد واضحة ومحددة، مما يُمكِّن الطفل من فهم التوقعات منه ويشعره بالأمان والاستقرار , من المهم تحقيق توازن بين الحزم والحنان في تربية الطفل. فالتربية المتوازنة التي تجمع بين الحب والضبط تُسهم في تنمية شخصية الطفل بشكل سليم، حيث يتعلم احترام القواعد في بيئة محبة وداعمة.

  1. محاور النقاش:

يُعَدُّ التمييز بين الحزم والقسوة في تربية الأطفال أمرًا بالغ الأهمية لضمان تنشئة صحية ومتوازنة.

سؤال : مالفرق بين الحزم والقسوة في تربية الطفل كمربي لمرحلة الطفولة ؟ 

  1. مداخلات الأعضاء في النقاش:

المداخلة الأولى :

١_ الحزم يكون بدافع التربية غالبا ..

القسوة تكون بدافع الانتصار للنفس والرأي وفرض السلطة ..

٢_ الحزم يشعر به الطفل أنه ليس موجها ضده وقمعا له ؛ حيث أنه يصحبه في مرات أخرى قبولا واحتواء .

بخلاف القسوة التي لا تجد من يتعامل بها تعاملا حسنا في الغالب .

٣_ الحزم محمود وينتج عنه تعديل للسلوك إذا كان بطريقة صحيحة 

أما القسوة غالبا لن تنتج إلا الخوف أو ردات الفعل العكسية  ..

المداخلة الثانية : 

هناك فرق واضح بين القسوة والحزم، فالقسوة فيها عنف وتهديد و صوت مرتفع وعصبية وضرب وانعدام للتفاهم او الحوار وتكون ردة فعل سريعة تجعل الابن يشعر بأن والديه يكرهانه ،

 أما الحزم فهي الطريقة الصحيحة للتربية، فهي نظام تربوي واضح حدده الوالدان واتفقا عليه مع الأبناء مثل  وقت الاجتماع على الطعام ..او مشاهدة التلفاز ..او المذاكرة أو اللعب  أو الخلود الى النوم .

إذاً فالأبوان اللذان يتصفان بالحزم لهما مبادئ وقوانين تربوية  ثابتة يربون عليها أبنائهم ولكن بكل تفاهم ورفق وأريحية  قال صلى الله عليه وسلم :” ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء الا شانه” نرى الحبيب صلى الله عليه وسلم يحثنا على الرفق وينهانا عن العنف، وهو ما يجب أن نطبقه على تربية الأبناء.

 مع اننا نجد كثير من الأهل لا يعرفون التوسط او الاعتدال في توجيه وتربية أبنائهم مما يؤثر سلبيا على الأبناء فيكونون غير متزنين إما عصبيين منفعلين ، أو هينين لينين .

لذا فعلى الوالدين :

1.ضبط النفس والاعتدال ،فلا يكونا قاسيين طوال الوقت، ولا لينين لأن اللين والإشفاق قد ينتج عنهما شخصا غير سويا.

2. استخدام الشدة حسب الموقف ولكن بدون العنف اللفظي أو السلوكي او الشتم، بل بالثبات على الموقف والإصرار على المبدأ التربوي.

3.يتطلب الحزم مع الأبناء تكرار طلب شيء معين أكثر من مرة، وذلك بهدف الإصرار على أن يطيع الأبناء ذلك الأمر، كموعد بدء الدراسة أو المدة المسموحة للعب، لأن الابناء قد يحاولون تجاوز الأوامر فيجب أن نثبت على قواعدنا الصحيحة في أمور التربية ولا نتسامح في بعض الأمور ولا نستثني.

4. إضافة عقوبة على الابن الذي لا يطيع القوانين، بحيث تكون هذه العقوبة رادعا، وتكون  بالحرمان من لعبة معينة أو من استخدام الاجهزة الالكترونية  من الخروج ويفضل خلال فترة العقاب إعطائه بديلا ليقوم باستغلال وقته. شرط ألا تكون العقوبة بالضرب لأنها من الإيذاء.

            المداخلة الثالثة : 

الحزم هو تطبيق القواعد بصرامة وثبات وتحديد الحدود بوضوح، والحزم يمكن أن يكون فعالا إذا مارست بعدالة  واتزان وبمرونة مع الاهتمام بالتوجيه والتوجيه.. 

بينما القسوة تشير إلى استخدام القوة أو العنف في الانضباط والسلوكيات. و القسوة قد تؤدي إلى تعزيز العنف والتمرد و العناد لدى الأطفال.

            المداخلة الرابعة  :

الحزمُ: تربيةٌ وردّة فعلٍ تربويّ على قواعد سلوكٍ متفق عليها مع الطفلِ مُسبقاً. 

القسوة: ردَّةُ فعلٍ عنيفة على أيّ سلوك خاطئ من الطفل.

الحزم يقول عنه ابن القيم او ابن حزم هي “اللين مع الصرامة في القرار”. أنتهى

أما القسوة هي نوع من تفريغ مشاعر الغضب.

  • ملخص النقاش : 

نلخص الفرق بين الحزم والقسوة في النقاط الآتية : 

  • الحزم:تعريفه: الحزم هو الثبات والوضوح في اتخاذ القرارات وتحديد القواعد، مع مراعاة مشاعر الطفل واحتياجاته.
  • أهدافه: يهدف إلى تعليم الطفل المسؤولية والانضباط الذاتي، مع توفير بيئة آمنة وداعمة.
  • طرق تطبيقه:
  1. وضع قواعد واضحة ومفهومة.
  2. تطبيق العواقب بشكل متسق عند مخالفة القواعد.
  3. التواصل الفعّال مع الطفل وتفهّم مشاعره.
  • القسوة:تعريفها: القسوة تتجلى في استخدام العنف اللفظي أو الجسدي، مثل الصراخ أو الضرب، دون مراعاة لمشاعر الطفل.

أهدافها: قد يعتقد البعض أن القسوة تُسهم في فرض النظام، لكنها غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية.

آثارها السلبية:

  1. تؤدي إلى تدهور العلاقة بين الوالدين والطفل.
  2. تزيد من احتمالية ظهور سلوكيات سلبية لدى الطفل.
  3. تؤثر سلبًا على الصحة النفسية للطفل.
  • الفرق بين الحزم والقسوة:
  1. التأثير على الطفل:

الحزم يُنمّي احترام الذات والانضباط الذاتي.

القسوة قد تُضعف الثقة بالنفس وتزيد من مشاعر الخوف والقلق.

  1. التواصل:

الحزم يتضمن تواصلًا مفتوحًا ومبنيًا على الاحترام.

القسوة غالبًا ما تُغلق أبواب التواصل وتزيد من المسافة العاطفية.

ختاماً : يتضح أن الحزم والقسوة يمثلان نهجين مختلفين تمامًا في تربية الأطفال، حيث يُعتبر الحزم أسلوبًا تربويًا إيجابيًا يهدف إلى تحديد قواعد واضحة وتعزيز الانضباط الذاتي لدى الطفل، مع مراعاة مشاعره واحتياجاته. في المقابل، تُعد القسوة سلوكًا سلبيًا يتسم بالعنف والصرامة المفرطة، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر سلبًا على صحة الطفل النفسية والعاطفية.

من خلال التمييز بين هذين النهجين، يمكن للوالدين والمربين تبني أساليب تربوية قائمة على الحزم والحنان، مما يسهم في تنمية شخصية الطفل بشكل سليم ويعزز من قدراته على التكيف مع مختلف المواقف الحياتية.