- مقدمة النقاش:
في بيئاتنا التربوية، كثيرًا ما نسمع من الطلاب تساؤلات مثل:
“ما الهدف من اللقاءات التربوية؟ ماذا سأستفيد منها؟ ولماذا هذا الحرص الكبير من المشرفين؟”
هذا التساؤل طبيعي ويعكس حاجة الطالب لفهم دور هذه اللقاءات وتأثيرها عليه بشكل مباشر.
لذلك، من المهم أن نناقش معاً كيف يمكن أن نُجيب على هذا السؤال بطريقة تراعي عقل الطالب واحتياجاته النفسية والفكرية، لكي يشعر أن لهذه اللقاءات معنى حقيقي وفائدة ملموسة في حياته
- مداخلات الأعضاء في النقاش:
المداخلة الاولى :
“اللقاءات التربوية ليست مجرد كلام يقال أو وقت يضيع، بل هي فرص حقيقية لبناء مهارات حياتية مهمة، مثل:
كيفية التعامل مع الآخرين،
احترام الذات،
اتخاذ القرارات الصحيحة،
وكيف تكون جزءًا إيجابيًا من المجتمع.
هي تدريب عملي يجهزكم لمواقف الحياة، وأحيانًا التجارب العملية أهم من الدروس النظرية في الكتب.”
المداخلة الثانية :
“أحب أن أضيف أن المشرفين يحرصون على هذه اللقاءات لأنهم يؤمنون بأنكم تستحقون أفضل بداية ممكنة، فكما تبني المدارس عقولكم، نحن نبني قلوبكم وأخلاقكم، وهذا هو الفرق بين النجاح الأكاديمي والنجاح الحقيقي في الحياة.”
المداخلة الثالثة :
“في بعض الأحيان، الطلاب لا يشعرون بالفائدة مباشرة، وهذا طبيعي لأن التغيير في القيم والسلوك يحتاج وقت وتجربة. لهذا، نحتاج لأن نكون صبورين مع أنفسنا، ونذكر أن ما يُزرع اليوم سيُجنى غداً، وربما بعد سنوات سترون ثمار ما تعلمتموه من خلال نجاحكم وسعادتكم.”
المداخلة الخامسة :
“أيضًا، المشاركة في اللقاءات التربوية تمنحكم فرصة التعبير عن آرائكم، طرح مشاكلكم، والاستماع لأفكار زملائكم، وهذا يعزز الشعور بالانتماء ويشعركم أنكم جزء من فريق يسعى لتطوير نفسه.”
المداخلة السادسة: “اللقاء التربوي هو تدريب لحياتك الواقعية”
المدرسة تعلّمك العلوم والمعارف، لكن اللقاء التربوي يهيئك لمواقف الحياة الحقيقية.
في اللقاءات نتعلم كيف نتصرف إذا واجهتنا مشكلة، كيف نرد على الإساءة، كيف نختار أصدقاءنا، كيف نكون أصحاب مبدأ، وكيف نكون واثقين بأنفسنا.
قد تمر بموقف مثل: شخص يستفزك، أو عرض عليك شيء خاطئ، أو صرت محتار في اتخاذ قرار مهم… اللقاء التربوي يعطيك مهارات تساعدك في كل هذه الحالات.
“كل مهارة تكتسبها هنا، هي مثل مفتاح… قد تحتاجه اليوم، أو بعد سنة، لكنه سيكون معك وقت الحاجة.”
المداخلة الخامسة: “اللقاء التربوي يبني فيك القوة من الداخل”
ما نواجهه اليوم من ضغط أصدقاء، محتوى سلبي في الإنترنت، ضغوط نفسية، يخلينا نحتاج قوة داخلية تحمينا… هذه القوة ما تجي من فراغ، تجي من القيم اللي تُزرع داخلك.
يساعدك اللقاء في إنه :
• يعزز عندك الثقة بالنفس.
• يقوي مفهوم مراقبة الله.
• يخليك تفهم ذاتك وتضبط مشاعرك.
• يعلمك تقول “لا” للخطأ بدون ما تتردد أو تنحرج.
“اللقاء التربوي هو مثل درع واقي… يحميك من الانهيار وقت الشدة، ويعينك على اتخاذ الموقف الصح.”
خلاصة للنقاش:
إن اللقاءات التربوية ليست مجرد واجب أو نشاط روتيني، بل هي استثمار حقيقي في مستقبلكم، فهي تبني شخصيتكم وقيمكم، وتزودكم بمهارات الحياة التي لا تدرسها الكتب.
الحرص الكبير من المشرفين نابع من إيمانهم بقدرتكم على تحقيق الأفضل لأنفسكم ولمجتمعكم.
رغم أن البعض قد لا يشعر بالفائدة الفورية، إلا أن الثمار تظهر مع مرور الوقت والتجربة.
وأخيراً، هذه اللقاءات فرصة للتواصل، التعبير، والتعلم المشترك، مما يجعلها تجربة تستحق الاهتمام والمشاركة بوعي وحماس