• مقدمة النقاش:

الوقاية الرقمية لا تكتمل بالإعدادات التقنية فقط، بل تبدأ أولاً بتحصين القيم في الداخل. فحين نربي في قلب الطفل مراقبة الله، ونقوي العلاقة بينه وبين ربه، ونعطيه الثقة بنا كوالدين ومربين، يصبح أكثر قدرة على الصمود أمام هذه المؤثرات، ويمتلك المناعة الذاتية التي تبقى معه حتى حين لا نكون موجودين.

النظر إلى التحديات الرقمية المتزايدة، أصبح من الضروري أن نسأل أنفسنا كآباء ومربين:

“كيف نحمي أبناءنا من الإعلانات الخادشة للحياء التي قد تظهر لهم فجأة على مواقع التواصل أو أثناء اللعب، دون اختيار منهم؟”

قد يُفاجأ الطفل أحيانًا بمشاهد غير مناسبة، لا عن قصد، بل ظهرت فجأة عبر إعلان مدفوع، وهنا يكون التحدي الأكبر: كيف نحصنه من الداخل؟ وكيف نعده لمثل هذه المواقف؟

  1. مداخلات الأعضاء في النقاش:

المداخلة الأولى:

تحصين الأبناء بمراقبة الله جل وعلا:

تعريف الأبناء بالله وأسمائه وصفاته؛ ليولد في قلوبهم تعظيم لله يمنعهم من الانجراف خلف الفتن.

الاستفادة من قصة يوسف عليه السلام، كنموذج حي لمراقبة الله ورفض الفتنة.

نقاشات حوارية عن أمانة الجوارح (العين، الأذن، اللسان…) وشكر الله عليها بحُسن استخدامها.

الاستعانة بأدوات الحماية التقنية مثل التطبيقات، والاشتراكات المدفوعة لحجب الإعلانات.

المداخلة الثانية:

غرس المراقبة الذاتية بالأسماء الحسنى:

استحضار أسماء الله الحسنى، والتأمل فيها بشكل دائم، ومن أبرزها:

الرقيب: الذي لا يغيب عنه شيء.

السميع: الذي يسمع كل الأصوات، حتى الهمس.

البصير: الذي يرى كل الأفعال علنها وسرها.

مشاركتهم قصصًا واقعية عن أشخاص اختاروا العفة واستشعروا مراقبة الله.

المداخلة الثالثة:

كن المرجع الآمن لأبنائك:

حين يرى الطفل شيئًا خادشًا، أول من سيلجأ له هو من يثق به.

زرع الثقة يكون من خلال:

المعايشة.

عدم القسوة أو التسرع في الأحكام.

فتح قنوات التواصل.

التربية بالقدوة دون وعظ مباشر فقط.

المداخلة الرابعة:

تأصيل العفة بالقرآن والسنة والدعاء:

شرح سورة يوسف، وإبراز قيمة تعظيم الله.

تعليم حديث “السبعة الذين يظلهم الله…” ومنهم: شاب دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: “إني أخاف الله”.

غرس دعاء نبوي مؤثر:

“اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك.”

تذكير مستمر:

“لن نراقب أبناءنا 24 ساعة، لكن نستطيع أن نغرس فيهم مراقبة الله كل ساعة.”

المداخلة الخامسة:

مزيج بين التوجيه القيمي والرعاية العاطفية والحماية التقنية:

المراقبة الإيمانية: بتكرار الحديث عن مراقبة الله بأساليب مختلفة مع التحفيز.

الاحتواء العاطفي: بالحوار، حسن الاستماع، وتجنب المقارنات أو اللوم.

الوسائل التقنية: كاشتراكات “لا إعلانات”، برامج الرقابة الأبوية، ضبط إعدادات الأجهزة.

المداخلة السادسة:

بناء عقلية الناقد لا المنساق:

تعليم الطفل مهارات التفكير الناقد، كأن يسأل نفسه:

هل هذا المقطع مناسب لي؟

ماذا يريد من صممه أن أشعر أو أفكر؟

تعزيز فضيلة “غض البصر”، وليس فقط كقيمة دينية بل كقوة تحكم ذاتي.

تدريب الطفل على الضغط على زر الإغلاق بدل الانسياق، وإعطائه أمثلة على مواقف شجاعة لأطفال رفضوا الخطأ.

المداخلة السابعة :

الربط بين المواقف والقيم العميقة:

إذا ظهر مقطع غير لائق، فبدل أن نصرخ أو نوبخ، نسأل:

“كيف شعرت بعد ما شفت هذا؟”

“تظن هذا الشيء يرضي الله؟”

“لو كان النبي ﷺ معنا، إيش بيقول عن اللي صار؟”

بهذا نربط الموقف بقيم أعلى: الحياء، الطهارة، رضا الله.

خلاصة النقاش:

الوقاية تبدأ من القلب قبل الجهاز.

نحن لا نحجب عن أبنائنا العالم، بل نزودهم بأدوات تمييز الخير من الشر.

حماية الأبناء مسؤولية دائمة، لا تنجح بالمنع فقط، بل بالحب، والثقة، والقدوة.

لا نستطيع أن نغلق كل النوافذ، لكن يمكننا أن نعلم أبناءنا كيف يغلقونها بأنفسهم